/
/
/
أَبقى الزمانُ بِهِ ندوبَ عِضاض ** وَرمى سوادَ قُرونهِ ببياضِ
نَفَرت بِهِ كأَسُ النَديم وأَغمَضت ** عَنهُ الكواعِبُ أيّما إِغماض
وَلَرُبَما جُعلت محاسنُ وَجههِ ** لِجفونِها غَرضاً مِنَ الأغراضِ
حسَرَ المشيبُ قِناعه عَن رأَسهِ ** فَرَمَينَه بالصَدِّ والإِعراضِ
إِثنانِ لا تَصبوا النساءُ إِليهما ** ذو شيبَة وَمُحالِفُ الإِنفاضِ
فَوَعودهنَّ إِذا وَعَدنَكَ باطلٌ ** وَبُروقُهُنَّ كَواذِبُ الإِيماضِ
لا تُنكري صَدّي وَلا إِعرضي ** لَيسَ المقلِ عَلى الزمانِ بِراضِ
حُلّي عِقالَ مطيَّتي لا عَن قليً ** وامضي فإِني يا أُميمة ماضِ
عُوِّضتُ عن بُردِ الشباب مُلاءَةً ** خَلَقاً وَبِئسَ معوضَة المُعتاضِ
أَيام أَفراسُ الشباب جوامحٌ ** تأَبى أَعنَّتها عَلى الرُواضِ
وَركائبٍ صَرفَت إِليكَ وجوهَها ** نَكباتُ دَهرٍ لِلفَتى عضَّاضِ
شَدّوا بأَعواد الرِحال مَطيَّهُم ** مِن كلّ أَهوجَ لِلحصى رَضّاض
يَرمينَ بالمرءِ الطَريقَ وتارةً ** يَحذِفنَ وَجهَ الأَرضِ بالرَضراضِ
قَطَعوا إِليكَ رياضَ كُلِّ تَنوفَةٍ ** وَمَهامه مُلسِ المتونِ عِراضِ
أَكلَ الوَجيفُ لُحومَها وَلحومَهُم ** فأَتوكَ أنقاضاً عَلى أَنقاضِ
وَلقَد أتَتكَ عَلى الزَمانِ سَواخِطاً ** فَرَجِعنَ عَنكَ وهُنَّ عَنهُ رَواضِ
إِنَّ الأَمانَ مِنَ الزَمانِ وَرَيبهِ ** يا عُقبَ شَطّا بَحركِ الفيّاضِ
بَحرٌ يَلوذ المُعتَفونَ بِنَيله ** فَعم الجَداول مُترع الأَحواضِ
ثَبت المَقام إِذا التَوى بِعدّوه ** لَم يَخشَ مِن زَلل وَلا إِدحاضِ
غَيث تَوشَّحتِ الرياض عِهاده ** لَيثٌ يَطوفُ بِغابَةٍ وَغِياضِ
وَمشمّر لِلمَوتِ ذَيلَ قَميصِهِ ** قاني القَناة إِلى الرَدى خوّاضِ
لأَبي مُحَمَّد المُرَجّى راحَتَا ** مَلكٍ إِلى أَعلى العلى نهّاضِ
فَيَدٌ تَدفّقُ بِالنَدى لِوليِّه ** وَيَدٌ عَلىالأعداء سمٌّ قاضِ
وَجناح مقصوص تحيَّف ريشهُ ** رَيبُ الزمانِ تَحيُّفَ المِقراضَ
أَنهَضتَه وَوَصلتَ ريش جناحه ** وَجبرتَه يا جابرَ المُنهاضِ
نَفسي فِداؤكِ أيّ ليثِ كَتيبةٍ ** يرمى بِها بَينَ القَنا المرفاضِ
وَمنازِلٍ للقَرن يسحَب فاضَةً ** عَلَق النَجيعُ بِثَوبِها الفَضفاضِ
/
وَقائلَةٍ وَقَد بَصُرَت بِدَمعٍ ** عَلى الخدَين مُنحَدرٍ سكوبِ
أَتَكذِبُ في البُكاء وأَنت خِلوٌ ** قَديماً ما جَسَرتَ عَلى الذُنوبِ
قَميصك والدُموع تَجول فيهِ ** وَقلبكَ لَيسَ بِالقَلبِ الكَئيب
نَظير قَميص يوسُفَ حينَ جاؤوا ** عَلى أَلبابهِ بِدمٍ كَذوب
فَقُلتُ لَها فِداكِ أَبي وأُمي ** رَجمتِ بِسوء ظَنّكِ في الغُيوبِ
أَما واللَهِ لَو فتَّشتِ قَلبي ** بِسرّكِ بالعويل وَبالنَحيب
دُموعُ العاشِقينَ إِذا تلاقوا ** بِظَهر الغَيب أَلسِنةُ القُلوب
/
جَلا الصبُّحُ أَونيّ الكَرى عَن جفونهِ ** وَفي صَدرهِ مِثلُ السِهامِ القَواصِدِ
تَمكَّنَ مِن غِرّاتِهِ الحُبُّ فانتَحى ** عَليهِ بأَيدٍ أَيّدات حَواشِدِ
إِذا خَطَراتُ الشَوقِ قَلَّبنَ قَلبه ** شَدَدنَ بأَنفاس شداد المَصاعِدِ
يُذَكِّرهُ خَفضُ الهَوى وَنَعيمُه ** سَوالِفَ أَيامٍ وَليسَ بِعائدِ
/
ابو الشيص الخزاعي
/
نَفَرت بِهِ كأَسُ النَديم وأَغمَضت ** عَنهُ الكواعِبُ أيّما إِغماض
وَلَرُبَما جُعلت محاسنُ وَجههِ ** لِجفونِها غَرضاً مِنَ الأغراضِ
حسَرَ المشيبُ قِناعه عَن رأَسهِ ** فَرَمَينَه بالصَدِّ والإِعراضِ
إِثنانِ لا تَصبوا النساءُ إِليهما ** ذو شيبَة وَمُحالِفُ الإِنفاضِ
فَوَعودهنَّ إِذا وَعَدنَكَ باطلٌ ** وَبُروقُهُنَّ كَواذِبُ الإِيماضِ
لا تُنكري صَدّي وَلا إِعرضي ** لَيسَ المقلِ عَلى الزمانِ بِراضِ
حُلّي عِقالَ مطيَّتي لا عَن قليً ** وامضي فإِني يا أُميمة ماضِ
عُوِّضتُ عن بُردِ الشباب مُلاءَةً ** خَلَقاً وَبِئسَ معوضَة المُعتاضِ
أَيام أَفراسُ الشباب جوامحٌ ** تأَبى أَعنَّتها عَلى الرُواضِ
وَركائبٍ صَرفَت إِليكَ وجوهَها ** نَكباتُ دَهرٍ لِلفَتى عضَّاضِ
شَدّوا بأَعواد الرِحال مَطيَّهُم ** مِن كلّ أَهوجَ لِلحصى رَضّاض
يَرمينَ بالمرءِ الطَريقَ وتارةً ** يَحذِفنَ وَجهَ الأَرضِ بالرَضراضِ
قَطَعوا إِليكَ رياضَ كُلِّ تَنوفَةٍ ** وَمَهامه مُلسِ المتونِ عِراضِ
أَكلَ الوَجيفُ لُحومَها وَلحومَهُم ** فأَتوكَ أنقاضاً عَلى أَنقاضِ
وَلقَد أتَتكَ عَلى الزَمانِ سَواخِطاً ** فَرَجِعنَ عَنكَ وهُنَّ عَنهُ رَواضِ
إِنَّ الأَمانَ مِنَ الزَمانِ وَرَيبهِ ** يا عُقبَ شَطّا بَحركِ الفيّاضِ
بَحرٌ يَلوذ المُعتَفونَ بِنَيله ** فَعم الجَداول مُترع الأَحواضِ
ثَبت المَقام إِذا التَوى بِعدّوه ** لَم يَخشَ مِن زَلل وَلا إِدحاضِ
غَيث تَوشَّحتِ الرياض عِهاده ** لَيثٌ يَطوفُ بِغابَةٍ وَغِياضِ
وَمشمّر لِلمَوتِ ذَيلَ قَميصِهِ ** قاني القَناة إِلى الرَدى خوّاضِ
لأَبي مُحَمَّد المُرَجّى راحَتَا ** مَلكٍ إِلى أَعلى العلى نهّاضِ
فَيَدٌ تَدفّقُ بِالنَدى لِوليِّه ** وَيَدٌ عَلىالأعداء سمٌّ قاضِ
وَجناح مقصوص تحيَّف ريشهُ ** رَيبُ الزمانِ تَحيُّفَ المِقراضَ
أَنهَضتَه وَوَصلتَ ريش جناحه ** وَجبرتَه يا جابرَ المُنهاضِ
نَفسي فِداؤكِ أيّ ليثِ كَتيبةٍ ** يرمى بِها بَينَ القَنا المرفاضِ
وَمنازِلٍ للقَرن يسحَب فاضَةً ** عَلَق النَجيعُ بِثَوبِها الفَضفاضِ
/
وَقائلَةٍ وَقَد بَصُرَت بِدَمعٍ ** عَلى الخدَين مُنحَدرٍ سكوبِ
أَتَكذِبُ في البُكاء وأَنت خِلوٌ ** قَديماً ما جَسَرتَ عَلى الذُنوبِ
قَميصك والدُموع تَجول فيهِ ** وَقلبكَ لَيسَ بِالقَلبِ الكَئيب
نَظير قَميص يوسُفَ حينَ جاؤوا ** عَلى أَلبابهِ بِدمٍ كَذوب
فَقُلتُ لَها فِداكِ أَبي وأُمي ** رَجمتِ بِسوء ظَنّكِ في الغُيوبِ
أَما واللَهِ لَو فتَّشتِ قَلبي ** بِسرّكِ بالعويل وَبالنَحيب
دُموعُ العاشِقينَ إِذا تلاقوا ** بِظَهر الغَيب أَلسِنةُ القُلوب
/
جَلا الصبُّحُ أَونيّ الكَرى عَن جفونهِ ** وَفي صَدرهِ مِثلُ السِهامِ القَواصِدِ
تَمكَّنَ مِن غِرّاتِهِ الحُبُّ فانتَحى ** عَليهِ بأَيدٍ أَيّدات حَواشِدِ
إِذا خَطَراتُ الشَوقِ قَلَّبنَ قَلبه ** شَدَدنَ بأَنفاس شداد المَصاعِدِ
يُذَكِّرهُ خَفضُ الهَوى وَنَعيمُه ** سَوالِفَ أَيامٍ وَليسَ بِعائدِ
/
ابو الشيص الخزاعي
/