(
(
(
تَطاوَلَ هذا اللَيلُ ما يَتَبَلَّجُ ** وَأَعيَت غَواشي عَبرَتي ما تَفَرَّجُ
أَبيتُ كَئيباً لِلهُمومِ كَأَنَّما ** خِلالَ ضُلوعي جَمرَةٌ تَتَوَهَّجُ
فَطَوراً أَمَنّي النَفسَ مِن تَكتَمِ المُنى ** وَطَوراً إِذا ما لَجَّ بي الحُزنُ أَنشِجُ
وَأَبصَرتُ ما مَرَّت بِهِ يَومَ يَأجَجِ ** ظِباءٌ وَما كانَت بِهِ العَينُ نَخلِجُ
فَإِنَّكِ عَينٌ قَد أَهِبتِ بِصاحِبٍ ** حَبيبٍ لَهُ في الصَدرِ حُبٌّ مُوَلَّجُ
لَقَد قَطَعَ الواشونَ ما كانَ بَينَنا ** وَنَحنُ إِلى أَن يُوصَلَ الوَصلُ أَحوَجُ
رَأَوا عَورَةً فَاِستَقبَلوها بِأَلبِهِم ** فَراحوا عَلى ما لا نُحِبُّ وَأَدلَجوا
فَلَيتَ الأُولى هُم كَثَّروا في فِراقِنا ** بِأَجمَعِهِم في لُجَّةِ البَحرِ لَجَّجوا
هُمُ مَنَعونا ما نَلَذُّ وَنَشتَهي ** وَأَذكَوا عَلَينا نارَ صُرمِ تُؤَجَّجُ
وَكانوا أُناساً كُنتُ آمَنُ عَيبَهُم ** فَلَم يَنهَهُم حِلمٌ وَلَم يَتَحَرَّجوا
وَلَو تَرَكونا لا هَدى اللَهُ أَمرَهُم ** وَلَم يُبرِموا قَولاً مِنَ النَقرُ يُنسَجُ
لَأَوشَكَ صَرفُ الدَهرِ تَفريقَ بَينَنا ** وَلا يَستَقيمُ الدَهرُ وَالدَهرُ أَعوَجُ
عَسَت كُربَةٌ أَمسَيتُ فيها مُقيمَةٌ ** يَكونُ لَنا مِنها رَخاءُ وَمَخرَجُ
فَيُكبَتَ أَعداءُ وَيَجذَلَ آلِفٌ ** لَهُ كَبِدٌ مِن لَوعَةِ الحُزنِ يُلعَجُ
وَأَشفَقَ قَلبي مِن فِراقِ خَريدَةٍ ** لَها نَسَبٌ في فَرعِ فِهرٍ مُتَوَّجُ
وَكَفٌّ كَهُدّابِ الدِمَقسِ لَطيفَةٌ ** بَها دَرسُ حِنّاءٍ حَديثٌ مُضَرَّجُ
يَجولُ وِشاحاها وَيَعرَبُ حَجلُها ** وَيَشبَعُ مِنها وَقفُ عاجٍ وَدُملُجُ
وَقُلتُ لِعَبّادٍ وَجاءَ كِتابُها ** لِهذا وَرَبّي كانَتِ العَينُ تَخلِجُ
وَإِنّي لَمَخزونٌ عَشِيَّةَ زُرتُها ** وَكُنتُ إِذا ما زُرتُها لا أُعَرَّجُ
وَخَطَّطتُ في ظَهرِ الحَصيرِ كَأَنَّني ** أَسيرٌ يَخافُ القَتلَ وَلهانُ مُفصَجُ
وَلَمّا اِلتَقَينا لَجلَجَت في كَلامِها ** وَمِن آيَةِ الصُرمِ الحَديثُ المُلَجلَجُ
كَأَنَّ وَساويسَ الحُلِيِّ إِذا مَشَت ** وَشارَفَهُنَّ اللُؤلُؤُ المُتَشَرَّجُ
تَخَشُّشُ بالي عِشرِقٍ زَجَلَت بِهِ ** يَمانِيَةٌ هَبَّت مِنَ اللَيلِ سَجسَجُ
فَأَعيا عَلَيَّ القَولُ وَالقَولُ واسِعٌ ** وَفي القَولِ مُستَنٌّ كَثيرٌ وَمَخرَجُ
الجمحي
(
أَبيتُ كَئيباً لِلهُمومِ كَأَنَّما ** خِلالَ ضُلوعي جَمرَةٌ تَتَوَهَّجُ
فَطَوراً أَمَنّي النَفسَ مِن تَكتَمِ المُنى ** وَطَوراً إِذا ما لَجَّ بي الحُزنُ أَنشِجُ
وَأَبصَرتُ ما مَرَّت بِهِ يَومَ يَأجَجِ ** ظِباءٌ وَما كانَت بِهِ العَينُ نَخلِجُ
فَإِنَّكِ عَينٌ قَد أَهِبتِ بِصاحِبٍ ** حَبيبٍ لَهُ في الصَدرِ حُبٌّ مُوَلَّجُ
لَقَد قَطَعَ الواشونَ ما كانَ بَينَنا ** وَنَحنُ إِلى أَن يُوصَلَ الوَصلُ أَحوَجُ
رَأَوا عَورَةً فَاِستَقبَلوها بِأَلبِهِم ** فَراحوا عَلى ما لا نُحِبُّ وَأَدلَجوا
فَلَيتَ الأُولى هُم كَثَّروا في فِراقِنا ** بِأَجمَعِهِم في لُجَّةِ البَحرِ لَجَّجوا
هُمُ مَنَعونا ما نَلَذُّ وَنَشتَهي ** وَأَذكَوا عَلَينا نارَ صُرمِ تُؤَجَّجُ
وَكانوا أُناساً كُنتُ آمَنُ عَيبَهُم ** فَلَم يَنهَهُم حِلمٌ وَلَم يَتَحَرَّجوا
وَلَو تَرَكونا لا هَدى اللَهُ أَمرَهُم ** وَلَم يُبرِموا قَولاً مِنَ النَقرُ يُنسَجُ
لَأَوشَكَ صَرفُ الدَهرِ تَفريقَ بَينَنا ** وَلا يَستَقيمُ الدَهرُ وَالدَهرُ أَعوَجُ
عَسَت كُربَةٌ أَمسَيتُ فيها مُقيمَةٌ ** يَكونُ لَنا مِنها رَخاءُ وَمَخرَجُ
فَيُكبَتَ أَعداءُ وَيَجذَلَ آلِفٌ ** لَهُ كَبِدٌ مِن لَوعَةِ الحُزنِ يُلعَجُ
وَأَشفَقَ قَلبي مِن فِراقِ خَريدَةٍ ** لَها نَسَبٌ في فَرعِ فِهرٍ مُتَوَّجُ
وَكَفٌّ كَهُدّابِ الدِمَقسِ لَطيفَةٌ ** بَها دَرسُ حِنّاءٍ حَديثٌ مُضَرَّجُ
يَجولُ وِشاحاها وَيَعرَبُ حَجلُها ** وَيَشبَعُ مِنها وَقفُ عاجٍ وَدُملُجُ
وَقُلتُ لِعَبّادٍ وَجاءَ كِتابُها ** لِهذا وَرَبّي كانَتِ العَينُ تَخلِجُ
وَإِنّي لَمَخزونٌ عَشِيَّةَ زُرتُها ** وَكُنتُ إِذا ما زُرتُها لا أُعَرَّجُ
وَخَطَّطتُ في ظَهرِ الحَصيرِ كَأَنَّني ** أَسيرٌ يَخافُ القَتلَ وَلهانُ مُفصَجُ
وَلَمّا اِلتَقَينا لَجلَجَت في كَلامِها ** وَمِن آيَةِ الصُرمِ الحَديثُ المُلَجلَجُ
كَأَنَّ وَساويسَ الحُلِيِّ إِذا مَشَت ** وَشارَفَهُنَّ اللُؤلُؤُ المُتَشَرَّجُ
تَخَشُّشُ بالي عِشرِقٍ زَجَلَت بِهِ ** يَمانِيَةٌ هَبَّت مِنَ اللَيلِ سَجسَجُ
فَأَعيا عَلَيَّ القَولُ وَالقَولُ واسِعٌ ** وَفي القَولِ مُستَنٌّ كَثيرٌ وَمَخرَجُ
الجمحي
(