+
,
السلام عليكم ورحمة الله
طريح الثقفي :
أَينَ الذَّمامَةُ والحَقُّ الذي نَزَلَتْ ** بِحِفْظِهِ وبتَعْظِيمٍ له الكُتُبُ
وهَزِّيَ العِيسَ مِن أَرْضِ يَمانِيَةٍ ** إليكَ خُوصاً، بِها التَّعْيِينُ والنَّقَبُ
يَقُودُنِي الوُدُّ والإِخْلاصُ مُخْتَرمِي ** مِن أَبْعَدِ الأَرْضِ حتَّى مَنْزِلي كَثَبُ
وحَوْكِيَ الشِّعْرَ أُصْفِيهِ وأَنْظِمُهُ ** نَظْمَ القِلاَدَةِ فِيها الدُّرُّ والذَّهَبُ
وكنتُ جاراً وضَيْفاً منكَ في خَفَرٍ ** قد أَبْصَرَتْ مَنْزِلِي في ظِلِّكَ العَرَبُ
وكانَ مَنْعُكَ لِي كالنَّارِ في عَلَمٍ ** فَرْدٍ يَشُبُّ سَناها الرِّيحُ والحَطَبُ
وقَدْ أَتاكَ بقَوْلِ آثِمٍ كَذِبٍ ** قَوْمٍ بغَوْنِي، فَنالُوا فيَّ ما طَلَبُوا
وما عَهِدْتُكَ فِيما زَلَّ تَقْطَعُ ذا ** قُرْبَى ولا تَدْفَعُ الحَقَّ الذي يَجِبُ
فقَدْ تَقَرَّبْتُ جُهْدِي في رِضاكَ بِما ** كانَتْ تُنالُ بِه مِن مِثْلِكَ القُرَبُ
فلا أَرانِي، بإِخْلاصِي وتَنْقِيَتِي ** لكَ الثَّناءَ وقُرْبَى، مِنْكَ أَقْتَرِبُ
قد كنْتُ أَحْسَبُنِي غيرَ الغَرِيبِ، فقَدْ ** أصْبَحْتُ أُعْلِنُ أَنِّي اليومَ مُغْتَرِبُ
أَمُشْمِتٌ بِيَ أَقْواماً صُدُورُهُمُ ** عليَّ فِيكَ إلى الأَذْقانِ تَلْتَهِبُ
فاحْفَظُ ذِمامَكَ، واعْلَمْ أَنَّ صُنْعَكَ بِي ** بِمَسْمَعٍ مِن عُداةٍ ضِغْنُهُمْ ذَرِبُ
إِنْ يَعْلَمُوا الخَيْرَ يُخْفُوهُ، وإِنْ عَلِمُوا ** شَرّاً أَذاعُوا، وإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا كَذَبُوا
الحارِث بن خالِد بن العاص :
صَحِبْتُكَ إذْ عَيْنِي عَلَيْها غِشاوَةٌ ** فلمَّا انْجَلَتْ قَطَعْتُ نَفْسِي أَلُومُها
وما بِي، وإنْ أَقْصَيْتَنِي، مِن ضَراعَةٍ ** ولا افْتَقَرَتْ نَفْسِي إلى مَنْ يَضِيمُها
عَطَفْتُ عليكَ النَّفْسَ حتَّى كَأَنَّما ** بِكَفَّيْكَ بُؤْسِي، أو إليكَ نَعِيمُها
الوَليدُ بن يَزِيد :
أَليْسَ عَظِيماً أَنْ أَرَى كُلَّ وارِدٍ حِياضَكَ يوماً صادِراً بالنَّوافِلِ
فأَرْجِعُ مَجْدُودَ الرِّجاءِ مَصَرَّداً ** بتَحْلِئَةِ عن وِرْدِ تلْكَ المَناهِلِ
فأَصْبَحْتُ، مِمَّا كنتُ آمُلُ مِنْكُمُ ** ولَيْسَ بِلاقٍ ما رَجَا كُلُّ آمِلِ
كمُقْتَبِضِ يوماً على عَرْضِ هَبْوَةٍ ** يَشُدُّ عَلَيْها كَفَّهُ بالأَنامِلِ
ابو الاسود الدؤلي :
أَرَى دُوَلاً هذا الزَّمانَ بأَهْلِهِ ** وبَيْنَهُمُ فيه تكونُ النَّوائِبُ
فلا تَمْنَعَنْ ذا حاجةٍ جاء طالِباً ** فإِنَّكَ لا تَدْرِي متى أَنتَ طالِبُ
وإنْ قلتَ، في شَيْءٍ: نَعَمْ، فأَتِمَّهُ ** فإنَّ نَعَمْ حَقٌّ على الحُرِّ واجِبُ
وإلاَّ فقُلْ: لا، تَسْتَرِحُ وتَرِحُ بِها ** لِكَيْ لا يَقُولَ النّاسُ إِنَّكَ كاذِبُ
القُطامِيّ:
والعَيْشُ لا عَيْشَ إلاَّ ما تَقَرُّ به ** عَيْنٌ، ولا حالَ إلاّ سَوْفَ تَنْتَقِلُ
قد يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بَعْضَ حاجَتِهِ ** وقَدْ يكونُ مع المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلَ
ورُبَّما فاتَ قَوْماً بعضُ أَمْرِهِمُ ** مِن التَّأَنِّي، وكانَ الحَزْمُ لو عَجِلُوا
صالح عبدالقدوس :
رَأَيْتُ صَغِيرَ الأَمْرِ يَنْمِي شُؤُونُهْ ** فَيَكْبُرُ حتَّى لا يُحَدَّ، ويَعْظُمُ
وإنَّ عَناءً أنْ تُفَهِّمَ جاهِلاً ** ويَحْسِبُ جَهْلاً أنَّه مِنْكَ أَفْهَمُ
متى يَبْلُغُ البَنْيانُ يَوْماً تَمامُهُ ** إذا كنتَ تَبْنِيهِ وغَيْرُكَ يَهْدِمُ
وقال أيضاً
ما يَبْلُغُ الأَعْداءُ مِن جاهِلٍ ** ما يَبْلُغُ الجاهِلُ مِن نَفْسِهِ
والشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ** حتَّى يَوارَى في ثَرَى رَمْسهِ
إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْلِهِ ** كذِي الضَّنا عادَ إلى نَكْسِهِ
وإنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ في الصَّبا ** كالعُودِ يُسْقَى الماءَ في غَرْسِهِ
حتَّى تَراهُ مُورِقاً ناضِراً ** بَعْدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ
فالْقَ أَخا الضَّغْنِ بإِيناسِهِ ** لتُدْرِكَ الفُرْصَةَ في أُنْسِهِ
وقال أيضا
إذا ما أَهَنْتَ النَّفْسَ لَمْ تَلْقَ مُكْرِماً ** لها، بَعْدَ إِذْ عَرَّضْتَها لِهوانِ
إذا ما لَقِيتَ النّاسَ بالجَهْلِ والخَنا ** فَأَيْقِنْ بُذلِّ مِن يَدٍ ولِسَانِ
لَعَمْرُكَ ما أَدَّى امرؤٌ حَقَّ صاحِبٍ ** إذا كانَ لا يَرْعاهُ في الحَدَثانِ
ولا أَدْرَكَ الحاجاتِ مِثْلُ مُثابِرٍ ** ولا عاقَ عَنْها النُّجْحَ مِثْلُ تَوانِ
وقال آخر
لَعَمْرُكَ ما أَتْلَفْتُ مالاً كَسَبْتُهُ ** إذا كنتُ مُعْتاضاً بإِتْلافِهِ نُبْلاً
ولا قِيلَ لي، والحَمْدُ لله: غادِرٌ ** ولا اسْتَحْسَنَتْ نَفْسِي على صاحِبِ تَبْلا
ولا نَزَلَتْ بي للزَّمانِ مُلِمَّةٌ ** فأَحْدَثْتُ مِنْها حينَ تَنْزِلُ بي ذُلاّ
صَبَرْتُ لرِيْبِ الدَّهْر يَفْعَلُ ما اشْتَهَى ** فلمَّا رَأَى صَبْرِي لأَفْعالِه مَلاً
طَرَفَة بن العَبْد:
قد يَبْعَثُ الأَمْرَ العَظِيمَ صَغِيرُهُ ** حتَّى تظَلَّ له الدِّماءُ تَصَبَّبُ
والإثْمُ داءٌ لا يُرَجَّى بُرْؤُه ** والبِرُّ بُرْؤٌ لَيْسَ فيه مَعْطَبُ
وقِرابُ مَنْ لا يَسْتَفِيقُ دَعارةً ** يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحيحَ الأَجْرَبُ
أبو جَعْفَر المَنْصُور
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ ** فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا
ولا تُمْهِلِ الأَعْداءَ يَوْماً لِقُدْرَةٍ ** وبادِرْهُمُ أنْ يَمْلِكُوا مِثْلَها غَدا
,
,
السلام عليكم ورحمة الله
طريح الثقفي :
أَينَ الذَّمامَةُ والحَقُّ الذي نَزَلَتْ ** بِحِفْظِهِ وبتَعْظِيمٍ له الكُتُبُ
وهَزِّيَ العِيسَ مِن أَرْضِ يَمانِيَةٍ ** إليكَ خُوصاً، بِها التَّعْيِينُ والنَّقَبُ
يَقُودُنِي الوُدُّ والإِخْلاصُ مُخْتَرمِي ** مِن أَبْعَدِ الأَرْضِ حتَّى مَنْزِلي كَثَبُ
وحَوْكِيَ الشِّعْرَ أُصْفِيهِ وأَنْظِمُهُ ** نَظْمَ القِلاَدَةِ فِيها الدُّرُّ والذَّهَبُ
وكنتُ جاراً وضَيْفاً منكَ في خَفَرٍ ** قد أَبْصَرَتْ مَنْزِلِي في ظِلِّكَ العَرَبُ
وكانَ مَنْعُكَ لِي كالنَّارِ في عَلَمٍ ** فَرْدٍ يَشُبُّ سَناها الرِّيحُ والحَطَبُ
وقَدْ أَتاكَ بقَوْلِ آثِمٍ كَذِبٍ ** قَوْمٍ بغَوْنِي، فَنالُوا فيَّ ما طَلَبُوا
وما عَهِدْتُكَ فِيما زَلَّ تَقْطَعُ ذا ** قُرْبَى ولا تَدْفَعُ الحَقَّ الذي يَجِبُ
فقَدْ تَقَرَّبْتُ جُهْدِي في رِضاكَ بِما ** كانَتْ تُنالُ بِه مِن مِثْلِكَ القُرَبُ
فلا أَرانِي، بإِخْلاصِي وتَنْقِيَتِي ** لكَ الثَّناءَ وقُرْبَى، مِنْكَ أَقْتَرِبُ
قد كنْتُ أَحْسَبُنِي غيرَ الغَرِيبِ، فقَدْ ** أصْبَحْتُ أُعْلِنُ أَنِّي اليومَ مُغْتَرِبُ
أَمُشْمِتٌ بِيَ أَقْواماً صُدُورُهُمُ ** عليَّ فِيكَ إلى الأَذْقانِ تَلْتَهِبُ
فاحْفَظُ ذِمامَكَ، واعْلَمْ أَنَّ صُنْعَكَ بِي ** بِمَسْمَعٍ مِن عُداةٍ ضِغْنُهُمْ ذَرِبُ
إِنْ يَعْلَمُوا الخَيْرَ يُخْفُوهُ، وإِنْ عَلِمُوا ** شَرّاً أَذاعُوا، وإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا كَذَبُوا
الحارِث بن خالِد بن العاص :
صَحِبْتُكَ إذْ عَيْنِي عَلَيْها غِشاوَةٌ ** فلمَّا انْجَلَتْ قَطَعْتُ نَفْسِي أَلُومُها
وما بِي، وإنْ أَقْصَيْتَنِي، مِن ضَراعَةٍ ** ولا افْتَقَرَتْ نَفْسِي إلى مَنْ يَضِيمُها
عَطَفْتُ عليكَ النَّفْسَ حتَّى كَأَنَّما ** بِكَفَّيْكَ بُؤْسِي، أو إليكَ نَعِيمُها
الوَليدُ بن يَزِيد :
أَليْسَ عَظِيماً أَنْ أَرَى كُلَّ وارِدٍ حِياضَكَ يوماً صادِراً بالنَّوافِلِ
فأَرْجِعُ مَجْدُودَ الرِّجاءِ مَصَرَّداً ** بتَحْلِئَةِ عن وِرْدِ تلْكَ المَناهِلِ
فأَصْبَحْتُ، مِمَّا كنتُ آمُلُ مِنْكُمُ ** ولَيْسَ بِلاقٍ ما رَجَا كُلُّ آمِلِ
كمُقْتَبِضِ يوماً على عَرْضِ هَبْوَةٍ ** يَشُدُّ عَلَيْها كَفَّهُ بالأَنامِلِ
ابو الاسود الدؤلي :
أَرَى دُوَلاً هذا الزَّمانَ بأَهْلِهِ ** وبَيْنَهُمُ فيه تكونُ النَّوائِبُ
فلا تَمْنَعَنْ ذا حاجةٍ جاء طالِباً ** فإِنَّكَ لا تَدْرِي متى أَنتَ طالِبُ
وإنْ قلتَ، في شَيْءٍ: نَعَمْ، فأَتِمَّهُ ** فإنَّ نَعَمْ حَقٌّ على الحُرِّ واجِبُ
وإلاَّ فقُلْ: لا، تَسْتَرِحُ وتَرِحُ بِها ** لِكَيْ لا يَقُولَ النّاسُ إِنَّكَ كاذِبُ
القُطامِيّ:
والعَيْشُ لا عَيْشَ إلاَّ ما تَقَرُّ به ** عَيْنٌ، ولا حالَ إلاّ سَوْفَ تَنْتَقِلُ
قد يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بَعْضَ حاجَتِهِ ** وقَدْ يكونُ مع المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلَ
ورُبَّما فاتَ قَوْماً بعضُ أَمْرِهِمُ ** مِن التَّأَنِّي، وكانَ الحَزْمُ لو عَجِلُوا
صالح عبدالقدوس :
رَأَيْتُ صَغِيرَ الأَمْرِ يَنْمِي شُؤُونُهْ ** فَيَكْبُرُ حتَّى لا يُحَدَّ، ويَعْظُمُ
وإنَّ عَناءً أنْ تُفَهِّمَ جاهِلاً ** ويَحْسِبُ جَهْلاً أنَّه مِنْكَ أَفْهَمُ
متى يَبْلُغُ البَنْيانُ يَوْماً تَمامُهُ ** إذا كنتَ تَبْنِيهِ وغَيْرُكَ يَهْدِمُ
وقال أيضاً
ما يَبْلُغُ الأَعْداءُ مِن جاهِلٍ ** ما يَبْلُغُ الجاهِلُ مِن نَفْسِهِ
والشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ** حتَّى يَوارَى في ثَرَى رَمْسهِ
إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْلِهِ ** كذِي الضَّنا عادَ إلى نَكْسِهِ
وإنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ في الصَّبا ** كالعُودِ يُسْقَى الماءَ في غَرْسِهِ
حتَّى تَراهُ مُورِقاً ناضِراً ** بَعْدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ
فالْقَ أَخا الضَّغْنِ بإِيناسِهِ ** لتُدْرِكَ الفُرْصَةَ في أُنْسِهِ
وقال أيضا
إذا ما أَهَنْتَ النَّفْسَ لَمْ تَلْقَ مُكْرِماً ** لها، بَعْدَ إِذْ عَرَّضْتَها لِهوانِ
إذا ما لَقِيتَ النّاسَ بالجَهْلِ والخَنا ** فَأَيْقِنْ بُذلِّ مِن يَدٍ ولِسَانِ
لَعَمْرُكَ ما أَدَّى امرؤٌ حَقَّ صاحِبٍ ** إذا كانَ لا يَرْعاهُ في الحَدَثانِ
ولا أَدْرَكَ الحاجاتِ مِثْلُ مُثابِرٍ ** ولا عاقَ عَنْها النُّجْحَ مِثْلُ تَوانِ
وقال آخر
لَعَمْرُكَ ما أَتْلَفْتُ مالاً كَسَبْتُهُ ** إذا كنتُ مُعْتاضاً بإِتْلافِهِ نُبْلاً
ولا قِيلَ لي، والحَمْدُ لله: غادِرٌ ** ولا اسْتَحْسَنَتْ نَفْسِي على صاحِبِ تَبْلا
ولا نَزَلَتْ بي للزَّمانِ مُلِمَّةٌ ** فأَحْدَثْتُ مِنْها حينَ تَنْزِلُ بي ذُلاّ
صَبَرْتُ لرِيْبِ الدَّهْر يَفْعَلُ ما اشْتَهَى ** فلمَّا رَأَى صَبْرِي لأَفْعالِه مَلاً
طَرَفَة بن العَبْد:
قد يَبْعَثُ الأَمْرَ العَظِيمَ صَغِيرُهُ ** حتَّى تظَلَّ له الدِّماءُ تَصَبَّبُ
والإثْمُ داءٌ لا يُرَجَّى بُرْؤُه ** والبِرُّ بُرْؤٌ لَيْسَ فيه مَعْطَبُ
وقِرابُ مَنْ لا يَسْتَفِيقُ دَعارةً ** يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحيحَ الأَجْرَبُ
أبو جَعْفَر المَنْصُور
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ ** فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا
ولا تُمْهِلِ الأَعْداءَ يَوْماً لِقُدْرَةٍ ** وبادِرْهُمُ أنْ يَمْلِكُوا مِثْلَها غَدا
,
,