انصار الأدب الأصيل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى يعتني بالأدب الأصيل و نشر الشعر العربي و الحكم و الأمثال


    وكنا اذا احلام قوم تغيبت * * نشح على احلامنا فنريحها

    avatar
    الطائي


    المساهمات : 188
    تاريخ التسجيل : 26/12/2009

    وكنا اذا احلام قوم تغيبت   * *   نشح على احلامنا فنريحها Empty وكنا اذا احلام قوم تغيبت * * نشح على احلامنا فنريحها

    مُساهمة  الطائي السبت يناير 30, 2010 8:28 am

    (


    أرى جارتي خفتْ وخفَّ نصيحها ** وحبَّ بها لولا النَوى وطموحُها

    فبيني على نجمٍ شخيسٍ نحوسهُ ** وأشأمُ طيرِ الزَّاجرينَ سنيحُها

    فإنْ تشغَبي فالشَّغْبُ منِّي سَجيَّةٌ ** إذا شِيمَتي لَمْ يُؤْت منها سَجيحُها

    على أنَّ قومِي أشقَذُوني فأصبحتْ ** ديارِي بأرض غيرَ دانٍ نبُوحُها

    أقارِضُ أقواماً فأوفي قروضَهُمْ ** وعفٌّ إذا أردَى النفُوسَ شحيحُها

    تنفذُ منهمْ نافِذاتٌ فسؤنَني ** وأضمرَ أضغَاناً عليَّ كشوحُها

    فقلتُ: فراقُ الدارِ أجملُ بيننا ** وقدْ ينتئ عنْ دارِ سوءِ نزيحُها

    على أنني قدْ أدَّعي بأبيهم ** إذا عمَّتِ الدعوَى وثابَ صريحُها

    وأنِّي أرى ديني يوافقُ دينهم ** إذا نسكُوا أفراعُها وذبيحُها

    ومنزلةٍ بالحَجِّ أخرَى عرفتها ** لها بقعةٌ لا يُستطاعُ بروحها

    بودّكَ ما قومي على أنْ تركتهم ** سليمَى إذا هبتْ شمالٌ وريحُها

    إذا النجمُ أمسَى مغربَ الشمسِ دائباً ** ولم يكُ برقٌ في السماءِ يليحُها

    وغابَ شعاعُ الشمسِ منْ غيرِ جلبةٍ ** ولا غمرةٍ إلا وشيكاً مصوحُها

    وهاجَ عمَاءٌ مقشعرٌّ كأنهُ ** نقيلةُ نعلٍ بانَ منها سريحُها

    إذا أعدمَ المحلوبُ عادَتْ عليهمُ ** قدورٌ كثيرٌ في القِصاعِ قديحُها

    يثوبُ إليها كلُّ ضيفٍ وجانبٍ ** كما ردّ دهداهَ القِلاصِ نضيحُها

    بأيديهم مقرومةٌ ومغالقٌ ** يعودُ بأرزاقِ العيالِ منيحُها

    وملمومةٍ لا يخرقُ الطرفَ عرضَها ** لها كوكَبٌ ضخمٌ شديدٌ وضوحُها

    تسيرُ وتزجي السمَّ تحت نحورِها ** كريهٌ إلى منْ فاجأتهُ صبوحُها

    على مقدَحِراتٍ وهنَّ عوابسٌ ** صبائِر موتٍ لا يُراحُ مريحُها

    نبذنا إليهم دعوةً يالَ عامرٍ ** لَها إربةٌ إنْ لمْ تجدْ من يريحُها

    وأرماحُنا ينهزنَ نهزةَ جمةٍ ** يعود عليهم وردنا فنميحُها

    فدَارَتْ رحانا ساعةً ورحاهُمُ ** وردتْ طباقاً بعْد بكءٍ لقوحُها

    فَمَا أتلفَتْ أيديهم منْ نفوسنا ** وإنْ كرمَتْ فإننا لا ننوحُها

    فقلنا: هي النهبَى وحلً حرامُها ** وكانتْ حمًى ما قبلنا فنبيحُها

    فأبنَا وآبُوا كلَّنا بمضيضةٍ ** مهملة أجراحُنا وجُروحُها

    وكُنَّا إذا أحلامُ قومٍ تغيبتْ ** نشحُّ على أحلامِنا فنريحُها



    عمرو بن قميئة


    )

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:39 pm