(
الدعجاء بنت وهب
إِنِّي أَتَتْنِي لِسانٌ لا أُسَرُّ بِها ** مِن عَلْوَ، لا عَجَبٌ مِنْها ولا سَخَرُ
فَظَلْتُ مُكْتَئِباً حَرّانَ أَنْدُبُهُ ** وكنتُ أَحْذَرُهُ لو يَنْفَعُ الحَذَرُ
فهاجَتِ النَّفْسُ لمّا جاءَ جَمْعُهُمُ ** وراكِبٌ جاءَ مِن تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ
يَأْتِي على النَّاسِ لا يَلْوِي على أَحَدٍ ** حتَّى الْتَقَيْنا وكانَتْ دُونَنا مُضَرُ
إنّ الذي جِئْتَ مِن عَلْياءَ تَنْدُبُهُ ** مِنْه السَّماحُ ومِنْهُ النَّهْيُ والغِيَرُ
تَنْعَى امْرَءً لا تُغِبُّ الحَيَّ جَفْنَتُهُ ** إذا الكَواكِبُ خَوَّى نَجْمَها المَطَرُ
وتَذْعَرُ البُزْلُ مِنْه حينَ تُبْصِرُهُ ** حتَّى تَقَطَّعَ في أَعْناقِها الجِرَرُ
وراحَتِ الشَّوْلُ مُغْبَرًّا مَناكِبُها ** شُعْثاً تَغَيَّرَ مِنْها النَّيُّ والوَبَرُ
مَنْ لَيْسَ في خَيْرِهِ مَنٌّ يُكَدِّرُهُ ** على الصَّدِيقِ ولا في صَفْوِهِ كَدَرُ
مُهَفْهَفٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ مُنْخَرِقٌ ** عَنْه القَمِيصَ، لسَيْرِ اللَّيلِ مُحْتَقِرُ
أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها ** يأْبَى الظُّلاَمَةَ مِنْه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
لَمْ تَرَ أَرْضاً ولَمْ تَسْمَعْ بساكِنِها ** إلاَّ بِها مِن بوادِي وَقْعِهِ أثَرُ
ولَيْسَ فِيه إذا اسْتَنْظَرْتَهُ عَجَلٌ ** ولَيْس مِنْه إذا ياسَرْتَهُ عَسَرُ
لا يُعْجِلُ القَوْمَ أَنْ تُغْلِي مَراجِلُهُمْ ** ويُدْلِجُ اللَّيْلَ حتَّى يَفْسُحَ البَصَرُ
عَلْيه أَوَّلُ زادِ القَوْمِ إِنْ رَحَلُوا ** ثُم المَطِيُّ إذا ما أَرْمَلُوا جُزُرُ
لا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَهُ ** بالمَشْرَفِيَّ إذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ
لاَ يأْمَنُ القَوْمُ مُمْساهُ ومُصْبَحَهُ ** مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، وإنْ لَمْ يَغْزُ يُنْتَظَرُ
لا يَتَأَرَّى لِما في القِدْرِ يَرْقُبُهُ ** ولا يَزالُ أَمامَ القَومِ يَقْتَفِرُ
لا يَغْمِزُ السَّاقَ مِن أَيْنَ ولا وَصَبٍ ** ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ
تَكْفِيهِ قِطْعَةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِها ** مِن الشِّواءِ ويُرْوِي، شُرْبَهُ الغُمَرُ
لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاَّ رَيْثُ يَرْكَبُهُ ** وكلَّ شَيْءٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ
مِردَى حُرُوبٍ ونُورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ ** كما أَضاءَ سوادَ الطَّخْيَةِ القَمَرُ
طاوِي المَصِير، على العَزّاءِ مُنْجَرِدٌ ** بالقَومِ لَيْلَةَ لا ماءٌ ولا شَجَرُ
إِنْ تَقْتُلُوهُ فقَدْ أَشْجاكُمُ حِقَباً ** كذلَكَ الرُّمْحُ بَعْدَ الطَّعْنِ يَنْكَسِرُ
فإنْ جَزِعْنا فِمثْلُ الخَطْبِ أَجْزَعَنا ** وإنْ صَبَرْنا فإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ
إِمَّا سَلَكْتَ سَبِيلاً أَنتَ سالِكُها ** فاذْهَبْ فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ مُنْتَشِرُ
إِمَّا عَلاكَ عَدُوٌّ في مُناوأةٍ ** يوماً فقَدْ كنتَ تَسْتَعْلِي وتَنْتَصِرُ
كَأنَّهُ عِنْدَ صِدْقِ القَوْمِ أَنْفُسَهُمْ ** باليَأْسِ تَلْمَعُ مِن قُدَّامِهِ البُشُرُ
أَصَبْتَ في حَرَمٍ مِنَّا أَخا ثِقَةٍ ** هِنْدَ بن أَسْماءَ، لا يَهْنِيءْ لكَ الظَّفَرُ
(
-1- قال البصري في حماسته : القصيده تنسب للدعجاء ابنت المنتشر وتنسب لليلى
اخت المنتشر وتنسب للاعشى الباهلي .
وفي الكامل للمبرد تنسب للاعشى الباهلي .
وفي اللالي منسوبه للدعجاء .
)
الدعجاء بنت وهب
إِنِّي أَتَتْنِي لِسانٌ لا أُسَرُّ بِها ** مِن عَلْوَ، لا عَجَبٌ مِنْها ولا سَخَرُ
فَظَلْتُ مُكْتَئِباً حَرّانَ أَنْدُبُهُ ** وكنتُ أَحْذَرُهُ لو يَنْفَعُ الحَذَرُ
فهاجَتِ النَّفْسُ لمّا جاءَ جَمْعُهُمُ ** وراكِبٌ جاءَ مِن تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ
يَأْتِي على النَّاسِ لا يَلْوِي على أَحَدٍ ** حتَّى الْتَقَيْنا وكانَتْ دُونَنا مُضَرُ
إنّ الذي جِئْتَ مِن عَلْياءَ تَنْدُبُهُ ** مِنْه السَّماحُ ومِنْهُ النَّهْيُ والغِيَرُ
تَنْعَى امْرَءً لا تُغِبُّ الحَيَّ جَفْنَتُهُ ** إذا الكَواكِبُ خَوَّى نَجْمَها المَطَرُ
وتَذْعَرُ البُزْلُ مِنْه حينَ تُبْصِرُهُ ** حتَّى تَقَطَّعَ في أَعْناقِها الجِرَرُ
وراحَتِ الشَّوْلُ مُغْبَرًّا مَناكِبُها ** شُعْثاً تَغَيَّرَ مِنْها النَّيُّ والوَبَرُ
مَنْ لَيْسَ في خَيْرِهِ مَنٌّ يُكَدِّرُهُ ** على الصَّدِيقِ ولا في صَفْوِهِ كَدَرُ
مُهَفْهَفٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ مُنْخَرِقٌ ** عَنْه القَمِيصَ، لسَيْرِ اللَّيلِ مُحْتَقِرُ
أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها ** يأْبَى الظُّلاَمَةَ مِنْه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
لَمْ تَرَ أَرْضاً ولَمْ تَسْمَعْ بساكِنِها ** إلاَّ بِها مِن بوادِي وَقْعِهِ أثَرُ
ولَيْسَ فِيه إذا اسْتَنْظَرْتَهُ عَجَلٌ ** ولَيْس مِنْه إذا ياسَرْتَهُ عَسَرُ
لا يُعْجِلُ القَوْمَ أَنْ تُغْلِي مَراجِلُهُمْ ** ويُدْلِجُ اللَّيْلَ حتَّى يَفْسُحَ البَصَرُ
عَلْيه أَوَّلُ زادِ القَوْمِ إِنْ رَحَلُوا ** ثُم المَطِيُّ إذا ما أَرْمَلُوا جُزُرُ
لا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَهُ ** بالمَشْرَفِيَّ إذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ
لاَ يأْمَنُ القَوْمُ مُمْساهُ ومُصْبَحَهُ ** مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، وإنْ لَمْ يَغْزُ يُنْتَظَرُ
لا يَتَأَرَّى لِما في القِدْرِ يَرْقُبُهُ ** ولا يَزالُ أَمامَ القَومِ يَقْتَفِرُ
لا يَغْمِزُ السَّاقَ مِن أَيْنَ ولا وَصَبٍ ** ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ
تَكْفِيهِ قِطْعَةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِها ** مِن الشِّواءِ ويُرْوِي، شُرْبَهُ الغُمَرُ
لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاَّ رَيْثُ يَرْكَبُهُ ** وكلَّ شَيْءٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ
مِردَى حُرُوبٍ ونُورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ ** كما أَضاءَ سوادَ الطَّخْيَةِ القَمَرُ
طاوِي المَصِير، على العَزّاءِ مُنْجَرِدٌ ** بالقَومِ لَيْلَةَ لا ماءٌ ولا شَجَرُ
إِنْ تَقْتُلُوهُ فقَدْ أَشْجاكُمُ حِقَباً ** كذلَكَ الرُّمْحُ بَعْدَ الطَّعْنِ يَنْكَسِرُ
فإنْ جَزِعْنا فِمثْلُ الخَطْبِ أَجْزَعَنا ** وإنْ صَبَرْنا فإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ
إِمَّا سَلَكْتَ سَبِيلاً أَنتَ سالِكُها ** فاذْهَبْ فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ مُنْتَشِرُ
إِمَّا عَلاكَ عَدُوٌّ في مُناوأةٍ ** يوماً فقَدْ كنتَ تَسْتَعْلِي وتَنْتَصِرُ
كَأنَّهُ عِنْدَ صِدْقِ القَوْمِ أَنْفُسَهُمْ ** باليَأْسِ تَلْمَعُ مِن قُدَّامِهِ البُشُرُ
أَصَبْتَ في حَرَمٍ مِنَّا أَخا ثِقَةٍ ** هِنْدَ بن أَسْماءَ، لا يَهْنِيءْ لكَ الظَّفَرُ
(
-1- قال البصري في حماسته : القصيده تنسب للدعجاء ابنت المنتشر وتنسب لليلى
اخت المنتشر وتنسب للاعشى الباهلي .
وفي الكامل للمبرد تنسب للاعشى الباهلي .
وفي اللالي منسوبه للدعجاء .
)