,
دَعيني أمُت حُرّاً يُخلِّدُهُ الذِّكرُ ** فعِندي سواءٌ طالَ أو قصُرَ العمرُ
رأيتُ حياةَ الماجدينَ قصيرةً ** ولسنا نُبالي طولها ولنا الدَّهر
تمنَّيتُ أن ألقى الشَّهادةَ باسلاً ** لأن شهيدَ الحبّ ليسَ له أجر
وأشرقَ نورُ الحقِّ بينَ جوانحي ** كأني إذا أَسريتُ يَصحَبني الفَجر
تطلّبتُ من روحِ الطبيعةِ قوَّتي ** ففي نظري سرٌّ وفي مَنطِقي سِحر
وما الشِّعرُ إِلا أن ترنَّ قصائدي ** ونثري هوُ النَّثرُ الذي دونَه الشَّعر
فكم لي من الشِّعرِ الرّقيقِ قصيدةٌ ** لها طَرِب الجلمودُ واضطربَ البحر
معانيَّ فيها من خِلاقِ فتوّتي ** ومصدرُها العينانِ والقلبُ لا الفِكر
أبيتُ أُذيبُ الشعرَ وهو يُذيبُني ** كذلك في الوادي التقى النَّحلُ والزَّهر
كثيرونَ قالوا الشَعرَ بل نَظموا بلا ** شُعورٍ لأنَّ القلبَ أعوزَهُ الحرُّ
فما كلُّ عصفورٍ يُغنّي كمُسهرٍ ** سَمِعناه صفّاراً وليلاتُنا قُمر
ويا ليلُ لولا الشّعرُ ما بَقيَ الهوى ** ولا الحسنُ في الدُّنيا ولا المجدُ والفخر
ولي من عروسِ الشعرِ خيرُ زيارةٍ ** فيُطربني لحنٌ ويُنعشني عطر
وإني على البَلوى صبورٌ لأنني ** سَلوتُ بقولي الخطبُ يحمِلهُ الحرُّ
ضرَبتُ بسيفِ العزمِ ضربَ مجاهدٍ ** له انقدَّ قلبُ اليأسِ وابتسم الصّبر
إلى وَطني أصبو وأذكرُ في النّوى ** حلاوةَ عيشٍ فيهِ تذكارُها مرُّ
وما الحسنُ إِلا ما تَعشَّقهُ الفتى ** وللقلبِ بعدَ العينِ في حُبّهِ عذر
قباحةُ أرضي في هيامي ملاحةٌ ** وكلُّ جمالٍ بعدَها ما له قدر
وإن لم يَنَل أهلُ المكارمِ مأرباً ** كفاهم من الدُّنيا الفَضيلةُ والذكر
وما العيشُ إِلا بالشعورِ فساعتي ** كعامٍ وعامي بالشُّعورِ هو الدَّهر
.........
ابو الفضل
فتى نجد
,
دَعيني أمُت حُرّاً يُخلِّدُهُ الذِّكرُ ** فعِندي سواءٌ طالَ أو قصُرَ العمرُ
رأيتُ حياةَ الماجدينَ قصيرةً ** ولسنا نُبالي طولها ولنا الدَّهر
تمنَّيتُ أن ألقى الشَّهادةَ باسلاً ** لأن شهيدَ الحبّ ليسَ له أجر
وأشرقَ نورُ الحقِّ بينَ جوانحي ** كأني إذا أَسريتُ يَصحَبني الفَجر
تطلّبتُ من روحِ الطبيعةِ قوَّتي ** ففي نظري سرٌّ وفي مَنطِقي سِحر
وما الشِّعرُ إِلا أن ترنَّ قصائدي ** ونثري هوُ النَّثرُ الذي دونَه الشَّعر
فكم لي من الشِّعرِ الرّقيقِ قصيدةٌ ** لها طَرِب الجلمودُ واضطربَ البحر
معانيَّ فيها من خِلاقِ فتوّتي ** ومصدرُها العينانِ والقلبُ لا الفِكر
أبيتُ أُذيبُ الشعرَ وهو يُذيبُني ** كذلك في الوادي التقى النَّحلُ والزَّهر
كثيرونَ قالوا الشَعرَ بل نَظموا بلا ** شُعورٍ لأنَّ القلبَ أعوزَهُ الحرُّ
فما كلُّ عصفورٍ يُغنّي كمُسهرٍ ** سَمِعناه صفّاراً وليلاتُنا قُمر
ويا ليلُ لولا الشّعرُ ما بَقيَ الهوى ** ولا الحسنُ في الدُّنيا ولا المجدُ والفخر
ولي من عروسِ الشعرِ خيرُ زيارةٍ ** فيُطربني لحنٌ ويُنعشني عطر
وإني على البَلوى صبورٌ لأنني ** سَلوتُ بقولي الخطبُ يحمِلهُ الحرُّ
ضرَبتُ بسيفِ العزمِ ضربَ مجاهدٍ ** له انقدَّ قلبُ اليأسِ وابتسم الصّبر
إلى وَطني أصبو وأذكرُ في النّوى ** حلاوةَ عيشٍ فيهِ تذكارُها مرُّ
وما الحسنُ إِلا ما تَعشَّقهُ الفتى ** وللقلبِ بعدَ العينِ في حُبّهِ عذر
قباحةُ أرضي في هيامي ملاحةٌ ** وكلُّ جمالٍ بعدَها ما له قدر
وإن لم يَنَل أهلُ المكارمِ مأرباً ** كفاهم من الدُّنيا الفَضيلةُ والذكر
وما العيشُ إِلا بالشعورِ فساعتي ** كعامٍ وعامي بالشُّعورِ هو الدَّهر
.........
ابو الفضل
فتى نجد
,