(
كان رجلٌ من أهل الشام مع الحجَّاج بن يوسف، وكان يحضُر طعامَه، فكتب إلى أهله
يخبرُهم بما هو فيه من الخِصْب، وأنه قد سَمِن فكتبت إليه امرأته:
أتُهدِي ليَ القِرطَاسَ والخبْزُ حاجَتِي ** وأنتَ على بابِ الأميرِ بَطِينُ
إذا غِبْتَ لم تَذْكُرْ صَدِيقاً وإن تقمْ ** فأنتَ على ما في يَدَيك ضَنِينُ
فأنت ككَلْبِ السَّوْءِ في جُوعِ أهلِه ** فيُهْزَلُ أهلُ الكلب وهو سَمِينُ
وقال عوف بن الأحوص:
فإنِّي وقيساً كالمسمِّنِ كَلْبَه ** تُخَدِّشُهُ أَنْيَابُه وأظَافِرُه
وأنشد ابن الأعرابي لبعضهم:
وهُمْ سَمَّنُوا كلباً ليأكُلَ بعضَهمْ ** ولو ظَفِروا بالحزْمِ مَا سُمِّنَ الكَلْبُ
وقال حاجب بن دينار المازِنيُّ في مثل ذلك:
وكم من عدُوٍّ قد أعنتمْ عليكُم ** بمالٍ وسُلطانٍ إذا سَلِم الحَبْلُ
كذِي الكلبِ لمَّا أسمَنَ الكَلْبَ رابَهُ ** بإحدى الدَّواهي حينَ فَارَقَه الجهلُ
ولطرفة ابن العبد
كُنْتَ لَنَا والدُّهورَ آوِنةً ** تَقْتُلُ حالَ النَّعِيم بالبُؤُس
ككَلْبِ طَسْمٍ وقد تَرَبَّبه ** يَعُلُّه بالحَليبِ في الغَلَسِ
ظلَّ عليه يوماً يُفَرْفِرُه ** إلاَّ يَلَغ في الدماءِ يَنْتهِسِ
البحتري:
وما الكلب محموماً وإن طال عمره ** ألا إنّما الحميّ على الأسد الورد
ابن حجاج
دعوت نداك من ظمئي إليه ** فعناني بقيعتك السراب
سرابٌ لاح يلمع في سباخٍ ** فلا ماءٌ لديه ولا شراب
وليس الليث من جوعٍ بغادٍ ** على جيفٍ تحيط بها كلاب
)
يتبع
,
,
كان رجلٌ من أهل الشام مع الحجَّاج بن يوسف، وكان يحضُر طعامَه، فكتب إلى أهله
يخبرُهم بما هو فيه من الخِصْب، وأنه قد سَمِن فكتبت إليه امرأته:
أتُهدِي ليَ القِرطَاسَ والخبْزُ حاجَتِي ** وأنتَ على بابِ الأميرِ بَطِينُ
إذا غِبْتَ لم تَذْكُرْ صَدِيقاً وإن تقمْ ** فأنتَ على ما في يَدَيك ضَنِينُ
فأنت ككَلْبِ السَّوْءِ في جُوعِ أهلِه ** فيُهْزَلُ أهلُ الكلب وهو سَمِينُ
وقال عوف بن الأحوص:
فإنِّي وقيساً كالمسمِّنِ كَلْبَه ** تُخَدِّشُهُ أَنْيَابُه وأظَافِرُه
وأنشد ابن الأعرابي لبعضهم:
وهُمْ سَمَّنُوا كلباً ليأكُلَ بعضَهمْ ** ولو ظَفِروا بالحزْمِ مَا سُمِّنَ الكَلْبُ
وقال حاجب بن دينار المازِنيُّ في مثل ذلك:
وكم من عدُوٍّ قد أعنتمْ عليكُم ** بمالٍ وسُلطانٍ إذا سَلِم الحَبْلُ
كذِي الكلبِ لمَّا أسمَنَ الكَلْبَ رابَهُ ** بإحدى الدَّواهي حينَ فَارَقَه الجهلُ
ولطرفة ابن العبد
كُنْتَ لَنَا والدُّهورَ آوِنةً ** تَقْتُلُ حالَ النَّعِيم بالبُؤُس
ككَلْبِ طَسْمٍ وقد تَرَبَّبه ** يَعُلُّه بالحَليبِ في الغَلَسِ
ظلَّ عليه يوماً يُفَرْفِرُه ** إلاَّ يَلَغ في الدماءِ يَنْتهِسِ
البحتري:
وما الكلب محموماً وإن طال عمره ** ألا إنّما الحميّ على الأسد الورد
ابن حجاج
دعوت نداك من ظمئي إليه ** فعناني بقيعتك السراب
سرابٌ لاح يلمع في سباخٍ ** فلا ماءٌ لديه ولا شراب
وليس الليث من جوعٍ بغادٍ ** على جيفٍ تحيط بها كلاب
)
يتبع
,
,