(
ذَرِ الصدَّ إني لستُ أقوى على الصدِّ ** وعُدْ للذي عوَّدْتَني منك من وُدِّ
فِطامِيَ عن ثُدْيِ الوَلا مُتمنِّعٌ ** وطِفلُ نُزوعِي لا يُعلَّلأ بالمَهْدِ
حَنانَيْك ما هذا التجنِّي فإنني ** لفي نُكرٍ من مَزْج هَزْلِك بالجِدِّ
لئن يكُ شَطَّ الوَهْمُ عنِّي لهفْوةٍ ** فعَدِّ وعُدْ وابْشِر فغُفْرانُها عندِي
وحقِّك لم أحسَبْك قطُّ مُفارِقي ** ولم يكُ ظنِّي فيك خُلْفَك للوعْدِ
فكيف تُنائِي وَيْحَ غيرِك هاشماً ** حَباك بمَحْض الودِّ في القربِ والبعدِ
فوا لَهَفي لو كان يُغنى تلُّهفِي ** ووا أسَفِي إذ صرتُ أبْطأَ من فِنْدِ
فما هكذا عهْدي بفَقْدِك أُلْفَتِي ** أأحدَثْتُ أمْراً لم يكن منك في عَقْدِ
لقد كنتَ لي حسَبَ اقْتراحِي ومُنْيَتي ** مُفْدّىً إذا اشكو وأنتَ الذي أفْدِي
مُجيباً بمطْلوبٍ مُلَبٍّ بدعوةٍ ** مُراع بمَرغوبٍ سريعا إلى رِفْدِي
فماذا عسى أنْكرتَ منِّي وما الذي ** أباحَك تعْذِيبي وقتْلي على عَمْدِ
أراك وقد خلَّفْتني ذا لَواعِجٍ ** من البَيْن ذا قلبٍ أشَدَّ من الصَّلْد
لمن صِرْتَ لا زَلَّت بك النَّعْلُ غادِياً ** حلِيفاً وذا أهلٍ وقد كنتَ لي وَحْدِي
فيا ناسياً للوُدِّ إنِّي ذاكرٌ ** ويا ناقضَ المِيثاق إنِّي على العهدِ
أبى اللّهُ أن أرعَى ذِمامَك جاهداً ** وتُبْخسَني حقِّي وتُكثِر في جَهْدِي
فلا كان لي قلبٌ لغيرك جَانِحٌ ** ولا صحِبَتْني مُقلةٌ فيك لا تُنْدِي
أُعلِّل قلْباً لا يحيل تعِلَّةً ** به عنك ذَا تَوْقٍ جزيلٍ وذا وَقْدِ
وأُنْشِد بيتاً سالفاً حسبَ لوعتي ** إذا هاج تَهْيامِي وقد فاتني قصْدِي
أقلِّبُ طَرْفي لا أراك فينْثَني ** بوابِلِ دمعٍ كالجُمان على خَدِّي
ودَدْتُك تدرِي ما الذي بِي من الجوَى ** عسى كنتَ تَرْثِي لي من الهمِّ والوجدِ
أما تذكُرَنْ ما دار بالوصلِ بيْننا ** أبارِيقَ لَذَّاتٍ ألذَّ من الشُّهْدِ
لأيَّةِ حالٍ قد تناسيْتَ خُلَّتِي ** وكيف اسْتجزْتَ الهجرَ والنَّكْثَ للعهدِ
سلامِي على اللَّذاتِ بعدك والهوَى ** وحلوِ التَّصابي والتَّشُّوقِ للمُرْدِ
فيا ليتَ شعرِي مَن تبدَّلْتَ بي ومَن ** غدا حاسدِي في القرب بالبَيْن تسْتعْدِي
فما أمُّ خِشْفٍ راعَها حبلُ صائدٍ ** فأذْهَلها عنه وغابتْ عن الرُّشدِ
تَحِنُّ فتسْتهْدِي الأسودِ لِغابِها ** فلا أثراً تلْقَى ولا هادِياً يهْدِي
بأفْجعَ منِّي حين فارقتُه ضُحىً ** حليفَ أُوارٍ لا أُعِيدُ ولا أُبْدِي
لئن كنتَ أخلفتَ العهودَ وخُنْتَ بالْ ** مَواثيقِ عن جهلٍ ومِلْتَ عن الرشدِ
فحبُّك في قلبي وذكرُك في فمِي ** وأنت بعيْني ما حَيِيتَ إلى اللَّحْدِ
(
ذَرِ الصدَّ إني لستُ أقوى على الصدِّ ** وعُدْ للذي عوَّدْتَني منك من وُدِّ
فِطامِيَ عن ثُدْيِ الوَلا مُتمنِّعٌ ** وطِفلُ نُزوعِي لا يُعلَّلأ بالمَهْدِ
حَنانَيْك ما هذا التجنِّي فإنني ** لفي نُكرٍ من مَزْج هَزْلِك بالجِدِّ
لئن يكُ شَطَّ الوَهْمُ عنِّي لهفْوةٍ ** فعَدِّ وعُدْ وابْشِر فغُفْرانُها عندِي
وحقِّك لم أحسَبْك قطُّ مُفارِقي ** ولم يكُ ظنِّي فيك خُلْفَك للوعْدِ
فكيف تُنائِي وَيْحَ غيرِك هاشماً ** حَباك بمَحْض الودِّ في القربِ والبعدِ
فوا لَهَفي لو كان يُغنى تلُّهفِي ** ووا أسَفِي إذ صرتُ أبْطأَ من فِنْدِ
فما هكذا عهْدي بفَقْدِك أُلْفَتِي ** أأحدَثْتُ أمْراً لم يكن منك في عَقْدِ
لقد كنتَ لي حسَبَ اقْتراحِي ومُنْيَتي ** مُفْدّىً إذا اشكو وأنتَ الذي أفْدِي
مُجيباً بمطْلوبٍ مُلَبٍّ بدعوةٍ ** مُراع بمَرغوبٍ سريعا إلى رِفْدِي
فماذا عسى أنْكرتَ منِّي وما الذي ** أباحَك تعْذِيبي وقتْلي على عَمْدِ
أراك وقد خلَّفْتني ذا لَواعِجٍ ** من البَيْن ذا قلبٍ أشَدَّ من الصَّلْد
لمن صِرْتَ لا زَلَّت بك النَّعْلُ غادِياً ** حلِيفاً وذا أهلٍ وقد كنتَ لي وَحْدِي
فيا ناسياً للوُدِّ إنِّي ذاكرٌ ** ويا ناقضَ المِيثاق إنِّي على العهدِ
أبى اللّهُ أن أرعَى ذِمامَك جاهداً ** وتُبْخسَني حقِّي وتُكثِر في جَهْدِي
فلا كان لي قلبٌ لغيرك جَانِحٌ ** ولا صحِبَتْني مُقلةٌ فيك لا تُنْدِي
أُعلِّل قلْباً لا يحيل تعِلَّةً ** به عنك ذَا تَوْقٍ جزيلٍ وذا وَقْدِ
وأُنْشِد بيتاً سالفاً حسبَ لوعتي ** إذا هاج تَهْيامِي وقد فاتني قصْدِي
أقلِّبُ طَرْفي لا أراك فينْثَني ** بوابِلِ دمعٍ كالجُمان على خَدِّي
ودَدْتُك تدرِي ما الذي بِي من الجوَى ** عسى كنتَ تَرْثِي لي من الهمِّ والوجدِ
أما تذكُرَنْ ما دار بالوصلِ بيْننا ** أبارِيقَ لَذَّاتٍ ألذَّ من الشُّهْدِ
لأيَّةِ حالٍ قد تناسيْتَ خُلَّتِي ** وكيف اسْتجزْتَ الهجرَ والنَّكْثَ للعهدِ
سلامِي على اللَّذاتِ بعدك والهوَى ** وحلوِ التَّصابي والتَّشُّوقِ للمُرْدِ
فيا ليتَ شعرِي مَن تبدَّلْتَ بي ومَن ** غدا حاسدِي في القرب بالبَيْن تسْتعْدِي
فما أمُّ خِشْفٍ راعَها حبلُ صائدٍ ** فأذْهَلها عنه وغابتْ عن الرُّشدِ
تَحِنُّ فتسْتهْدِي الأسودِ لِغابِها ** فلا أثراً تلْقَى ولا هادِياً يهْدِي
بأفْجعَ منِّي حين فارقتُه ضُحىً ** حليفَ أُوارٍ لا أُعِيدُ ولا أُبْدِي
لئن كنتَ أخلفتَ العهودَ وخُنْتَ بالْ ** مَواثيقِ عن جهلٍ ومِلْتَ عن الرشدِ
فحبُّك في قلبي وذكرُك في فمِي ** وأنت بعيْني ما حَيِيتَ إلى اللَّحْدِ
(