/
بَكيتُ لبرقٍ لاحَ بالثغر باسمُه ** فَكانَت جفوني لا السحاب غمائمُه
أَما وَالهَوى لَولا تَساجُمُ عبرتي ** لَما لامَ قَلبي في الصَبابة لائمُه
كتمتُ خَفايا الحبِّ بين جوانحي ** فنمَّت دموعي بالَّذي أَنا كاتِمُه
وَمن يُمسك الأجفانَ وهي سحائبٌ ** إذا لمعت لمعَ البروق مباسمُه
خَليليَّ قد أَبرمتماني مَلامةً ** وأَلَّمتما قَلبي بما لا يلائمُه
كأَنّي بدعٌ في مُلابَسة الهَوى ** وَلَم يَكُ قَبلي مغرمُ القلب هائمُه
تَرومانِ مِن قَلبي السلوَّ جهالةً ** بما أَنا من سرِّ المحبَّة عالمُه
وَكَيفَ سلوّي مَن أَلِفتُ وإنَّنا ** لإِلفان مُذ نيطَت بكلٍّ تمائمُه
سَقى اللَهُ أَيّامي بمكَّة والصِبا ** تفتَّحُ عن نورِ الشباب كمائمُه
وَحَيّا الحَيا ربعَ الهوى بسوَيقة ** وجاد بأَجيادٍ من الدَمع ساجمُه
لَياليَ أَغفو في ظِلال بَشاشةٍ ** ولم ينتبه من حادثِ الدَهر نائمُه
هنالكَ لا ظبيُ الصَريم مصارمٌ ** ولا جَذَّ حبلَ الوصل من هو صارمُه
أَجرُّ ذيولي في بُلَهنية الصِبا ** وَرَوضُ شبابي ناضر الغُصنِ ناعمُه
يواصلُني بدرٌ إذا تمَّ ضوؤه ** يواريه من ليل الذَوائب فاحمُه
وَكَم لَيلَةٍ وافى على حينِ غفلةٍ ** فبتُّ بها حتّى الصَباحِ أنادمُه
وأَفرشتُه منّي الترائبَ والحشا ** وَباتَ وسادي زندُه ومعاصمُه
وَنحّى لِلَثمي عَن لَماه لثامَه ** وَلَم أَدرِ غيري بات وَالبَدرُ لاثمُه
فَبِتنا كَما شاءَ الغرامُ يلفُّنا ** هوىً وتقىً لا تُستحلُّ محارمُه
إِلى حين هبَّت نسمةُ الفجر واِنبرَت ** تجرُّ ذيولاً في الرياض نسائمُه
وَسلَّ على اللَيل الصباحُ حسامَه ** فَقامَت حَماماتُ الغُصون تخاصمُه
فَقمنا ولَم يعلَق بنا ظنُّ كاشحٍ ** ولا نطقَت عنّا لواشٍ نمائمُه
/
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم ** أَيّامَ وَسمي بالتَّصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصبا ** إِن كانَ يستشفي عليلاً سَقيم
لِلَّه أَيّامي بسفح اللِوى ** إِذ كنتُ الهوى في ظِلال النَعيم
بانَت فَبانَ الصَبرُ من بعدها ** فمدمعي غادٍ وحزني مُقيم
وَشادن غِرٍّ بأَمر الهوى ** قَريب عَهدٍ جيدُه بالتَميم
يَرتع لهواً في نَعيم الصِبا ** وَعاشقوه في العذاب الأَليم
العَينُ تَرعى منه في جنَّةٍ ** وَالقَلبُ من إِعراضه في جَحيم
إذا بَدا في شعره خلتَه ** شَمسَ الضُحى في جُنح ليل بَهيم
أَرعى له العهدَ وكم لَيلةٍ ** حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَديم
فَلَيتَني إذ لَم يزُرني سوى ** خَياله من بعضِ أَهل الرَقيم
وَلائمٍ لامَ على حبِّه ** جهلاً بأَهل الحُبِّ وهو المُليم
يَرومُ منّي الغدرَ فيه وَما ** ذمامُ عَهدي في الهوى بالذَميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حُبِّ من ** أَسكنتهُ من مُهجَتي في الصَميم
فَلَيتَ شعري هَل دَرى من به ** قَد هامَ واِستَسلَم قَلبي السَليم
أَنّيَ أَصبَحتُ به شاعِراً ** أَنظم فيه كلَّ عِقدٍ نَظيم
لكنِّني لَستُ وإن ظُنَّ بي ** بِشاعِرٍ في كُلِّ وادٍ أَهيم
وَنَفحَةٍ هَبَّت لنا موهِناً ** يا حبَّذا نفحة ذاك النَسيم
مرَّت بأَكنافِ رُبى حاجِرٍ ** فأَرَّجت أرجاءَها بالشَميم
تَروي حديثَ الحُبِّ لي مُسنداً ** عَن رامَةٍ عَن ريم ذاك الصَريم
باللّه خبّر يا نَسيمَ الصَبا ** كَيفَ اللِوى بعدي وكيف الغَميم
هَل خفرَ العَهدَ أُهيلُ الحِمى ** بعديَ أَم يَرعون عَهدي القَديم
/
ابن معصوم
/
بَكيتُ لبرقٍ لاحَ بالثغر باسمُه ** فَكانَت جفوني لا السحاب غمائمُه
أَما وَالهَوى لَولا تَساجُمُ عبرتي ** لَما لامَ قَلبي في الصَبابة لائمُه
كتمتُ خَفايا الحبِّ بين جوانحي ** فنمَّت دموعي بالَّذي أَنا كاتِمُه
وَمن يُمسك الأجفانَ وهي سحائبٌ ** إذا لمعت لمعَ البروق مباسمُه
خَليليَّ قد أَبرمتماني مَلامةً ** وأَلَّمتما قَلبي بما لا يلائمُه
كأَنّي بدعٌ في مُلابَسة الهَوى ** وَلَم يَكُ قَبلي مغرمُ القلب هائمُه
تَرومانِ مِن قَلبي السلوَّ جهالةً ** بما أَنا من سرِّ المحبَّة عالمُه
وَكَيفَ سلوّي مَن أَلِفتُ وإنَّنا ** لإِلفان مُذ نيطَت بكلٍّ تمائمُه
سَقى اللَهُ أَيّامي بمكَّة والصِبا ** تفتَّحُ عن نورِ الشباب كمائمُه
وَحَيّا الحَيا ربعَ الهوى بسوَيقة ** وجاد بأَجيادٍ من الدَمع ساجمُه
لَياليَ أَغفو في ظِلال بَشاشةٍ ** ولم ينتبه من حادثِ الدَهر نائمُه
هنالكَ لا ظبيُ الصَريم مصارمٌ ** ولا جَذَّ حبلَ الوصل من هو صارمُه
أَجرُّ ذيولي في بُلَهنية الصِبا ** وَرَوضُ شبابي ناضر الغُصنِ ناعمُه
يواصلُني بدرٌ إذا تمَّ ضوؤه ** يواريه من ليل الذَوائب فاحمُه
وَكَم لَيلَةٍ وافى على حينِ غفلةٍ ** فبتُّ بها حتّى الصَباحِ أنادمُه
وأَفرشتُه منّي الترائبَ والحشا ** وَباتَ وسادي زندُه ومعاصمُه
وَنحّى لِلَثمي عَن لَماه لثامَه ** وَلَم أَدرِ غيري بات وَالبَدرُ لاثمُه
فَبِتنا كَما شاءَ الغرامُ يلفُّنا ** هوىً وتقىً لا تُستحلُّ محارمُه
إِلى حين هبَّت نسمةُ الفجر واِنبرَت ** تجرُّ ذيولاً في الرياض نسائمُه
وَسلَّ على اللَيل الصباحُ حسامَه ** فَقامَت حَماماتُ الغُصون تخاصمُه
فَقمنا ولَم يعلَق بنا ظنُّ كاشحٍ ** ولا نطقَت عنّا لواشٍ نمائمُه
/
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم ** أَيّامَ وَسمي بالتَّصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصبا ** إِن كانَ يستشفي عليلاً سَقيم
لِلَّه أَيّامي بسفح اللِوى ** إِذ كنتُ الهوى في ظِلال النَعيم
بانَت فَبانَ الصَبرُ من بعدها ** فمدمعي غادٍ وحزني مُقيم
وَشادن غِرٍّ بأَمر الهوى ** قَريب عَهدٍ جيدُه بالتَميم
يَرتع لهواً في نَعيم الصِبا ** وَعاشقوه في العذاب الأَليم
العَينُ تَرعى منه في جنَّةٍ ** وَالقَلبُ من إِعراضه في جَحيم
إذا بَدا في شعره خلتَه ** شَمسَ الضُحى في جُنح ليل بَهيم
أَرعى له العهدَ وكم لَيلةٍ ** حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَديم
فَلَيتَني إذ لَم يزُرني سوى ** خَياله من بعضِ أَهل الرَقيم
وَلائمٍ لامَ على حبِّه ** جهلاً بأَهل الحُبِّ وهو المُليم
يَرومُ منّي الغدرَ فيه وَما ** ذمامُ عَهدي في الهوى بالذَميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حُبِّ من ** أَسكنتهُ من مُهجَتي في الصَميم
فَلَيتَ شعري هَل دَرى من به ** قَد هامَ واِستَسلَم قَلبي السَليم
أَنّيَ أَصبَحتُ به شاعِراً ** أَنظم فيه كلَّ عِقدٍ نَظيم
لكنِّني لَستُ وإن ظُنَّ بي ** بِشاعِرٍ في كُلِّ وادٍ أَهيم
وَنَفحَةٍ هَبَّت لنا موهِناً ** يا حبَّذا نفحة ذاك النَسيم
مرَّت بأَكنافِ رُبى حاجِرٍ ** فأَرَّجت أرجاءَها بالشَميم
تَروي حديثَ الحُبِّ لي مُسنداً ** عَن رامَةٍ عَن ريم ذاك الصَريم
باللّه خبّر يا نَسيمَ الصَبا ** كَيفَ اللِوى بعدي وكيف الغَميم
هَل خفرَ العَهدَ أُهيلُ الحِمى ** بعديَ أَم يَرعون عَهدي القَديم
/
ابن معصوم
/