انصار الأدب الأصيل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى يعتني بالأدب الأصيل و نشر الشعر العربي و الحكم و الأمثال


    حاتم الطائي ( اتعرف اطلالا ونؤيا مهدما )

    avatar
    الطائي


    المساهمات : 188
    تاريخ التسجيل : 26/12/2009

    حاتم الطائي  ( اتعرف اطلالا ونؤيا مهدما  ) Empty حاتم الطائي ( اتعرف اطلالا ونؤيا مهدما )

    مُساهمة  الطائي الأحد مايو 30, 2010 5:47 am

    (




    حاتمُ بنُ عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن هزومة بن ربيعة

    بن جرول ابن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ:

    أتعرفُ أطلالاً ونؤياً مهدمَا ** كخطكَ في رقٍّ كتاباً منمنما

    المنمنم: المحسن.

    أذاعتْ به الأرواحُ بعدَ أنيسهِ ** شهوراً وأياماً وحولاً مجرما

    أذاعتْ به: فرقته. المجرم: التام الذي انقطع. وجرم الحبلَ: قطعه. وقد انجرم الحول. ومنه الجرام:

    الصرام.

    المجرم: التام. والأرواح: جمع ريح، رجعت الياء إلى أصلها لما سكنَ ما قبلها. قال: أطلالاً. ثم قال:

    أذاعت به. فرجع إلى الطلل.

    فأصبحنَ قد غيرنَ ظاهرَ تربه ** وبدلتِ الأنواءُ ما كان معلما

    أي ما كان معروفاً. ويروى: وأنكرت الأنواءُ؛ أي عرضته لأن ينكر، كقولك أقتلته: عرضته للقتل.

    وأبعتُ الشيءَ عرضتهُ للبيع. قال الهمداني:

    فرضيتُ آلاءَ الكميتِ فمن يبعْ فرساً فليس جوادُنا بمباع

    وغيرها طول التقادم والبلى ** فما أعرفُ الأطلالَ إلا توهمَا

    ديارُ التي قامتْ تريكَ، وقد خلت ** وأقوتْ من الزوارِ، كفا ومعصما

    المعصم: موضع السوار.
    ونحراً كفا ثورِ اللجينِ يزينه ** توقدُياقوتِ وشذراً منظمَا

    الفاثور: خوان صغير.

    كجمرِ الغضَا هبتْ له بعدَ هجعةٍ ** من الليلِ أرواحُ الصبا فتضرما

    قال أبو عبيدة: الصبا عند العرب لإلقاحِ الشجر. والشمال للروح. والجنوب للإمطار. والدبور

    للبلاءِ؛ وأهونه أن يكون غباراً عاصفاً يقذي العيونَ؛ وهي أقلهنَّ هبوباً.

    يضيءُ لها البيتُ الظليلُ خصاصُه ** إذا هي ليلاً حاولتْ أن تبسمَا

    يضيءُ لها: أي لأجلها. يعني لا خصاصَ فيه: أي لا فرَج.

    إذا انقلبتْ فوقَ الحشيةِ مرةً ** ترنمَ وسواسُ الحليِّ ترنمَا

    وعاذلتينِ هبتا بعد هجعةٍ ** تلومانِ متلافاً مفيداً ملوما

    تلومانِ لمَّا غورَ النجمُ ضلةً ** فتًى لا يرى الإنفاقَ في الحقِّ مغرما

    غور: دنا من المغيبِ. وضلةً: أي ضلالا. ورجلٌ ضلة: لا يهتمُّ بشأنه وماله. والنجمُ في تأويل

    النجوم، كما تقول: ما رفع عنهم السيف، وعزَّ الدرهم والدينار. والنجم اسم علم للثريا

    خاصة.

    فقلتُ وقد طالَ العتابُ عليهما ** وأوعَدَتانِي أن تبينَا فتصرمَا

    ألا لا تلوماني على ما تقدمَا ** كفى بصروفِ الدهرِ للمرءِ محكما

    محكماً: أي إحكاماً.

    فإنكما لا ما مضَى تدرِكانهِ ** ولستُ على ما فاتني متندمَا

    تحلمْ عن الأدنينَ واستبقِ ودهمْ ** ولن تستطيعَ الحلمَ حتى تحلمَا

    ونفسكَ أكرمها، فإنكَ إنْ تهنْ ** عليَ فلن تلقى لها الدهرَ مكرما

    أهنْ في الذي تهوى التلادَ فإنَّه ** يصيرُ إذا ما مُتَّ نهباً مقسما

    ويروى: فإنه إذا متَّ صار المالُ نهباً....

    التلاد والتليد: ما كان عندهم قديماً. وأصل التاءِ الواو، كأنه ولد عندهم. والطارف

    والطريف: مااستحدثوه.

    ولا تشقياً فيه فيسعد وارثٌ ** به حينَ تحشَى أغبَر الجوفِ مظلمَا

    يقسمه غنماً ويشرِي كرامهُ ** وقد صرتَ في خطٍّ منَ الأرضِ أعظمَا

    يشرِي: يبتاعُ. ويشرِي: يبيعُ: "ولبئس ما شروا به أنفسهم". "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء

    مرضاة الله"؛ أي يبيع نفسه. الخطُّ: الشقُّ.

    قليلاً به ما يحمدنكَ وارثٌ ** إذا ساقَ مما كنتَ تجمعُ مغنما

    متى ترقِ أضغانَ العشيرةِ بالأنَى ** وكفِّ الأذى يحسمْ لك الداءَ محسمَا

    الأنى والأناة: الحلم.

    إذا شئتَ نازيتَ امرأَ السوءِ ما نَزَا ** إليكَ، ولاطمتَ اللئيمَ الملطَّما

    وعوراءَ قد أعرضتُ عنها فلم تضرْ ** وذي أودٍ قومتهُ فتقوما

    عوراء: كلمة قبيحة. وعورت عليه ما فعل: قبحته. ويقال: ضاره يضيره ضيراً ويضوره. حكى

    الفراء: لا ينفعني ذلك ولا يضورني. والأود: الاعوجاج.

    وأغفرُ عوراءَ الكريمِ ادخارهُ ** وأعرضُ عن شتمِ اللئيم تكرما

    وأغفر: أستر. يقولون: اصبغْ ثوبك؛ فإنه أغفرُ للوسخِ.

    ولا أخذُلُ المولَى وإنْ كانَ خاذلاً ** ولا أشتمُ ابنَ العمِّ إنْ كان مفحمَا

    وما ابتعثتني في هوايَ لجاجةٌ ** إذا لم أجدْ فيما أماميَ مقدمَا

    وليلٍ بهيم قد تسربلتُ هولهُ ** إذا الليلُ بالنكسِ الجبانِ تجهما

    ولن يكسبَ الصعلوكُ حمداً ولا غنًى ** إذا هو لمْ يركبْ من الأمرِ معظما

    ولم يشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى ** يثرنَ عجاجاً بالسنابكِ أقتما

    عليهنَّ فتيانٌ كجنةِ عبقرٍ ** يهزونَ بالأيدي وشيجاً مقوما

    لحى اللهُ صعلُوكاً مناهُ وهمه ** من العيشِ أن يلقَى لبوساً ومطعما

    ينامُ الضحى حتى إذا يومهُ استوى ** تنبهَ مثلوجَ الفؤادِ مورمَا

    مقيماً معَ المثرينَ ليس ببارِح ** إذا نالَ جدوَى من طعامٍ ومجثما

    وللهِ صعلوكٌ يساورُ همهُ ** ويمضي على الأحداث والدهرِ مقدمَا

    فتى طلباتٍ لا يرى الخمصَ ترحةً ** ولا شبعةً إنْ نالَها عدَّ مغنمَا

    إذا ما رأى يوماً مكارمَ أعرضتْ ** تيممَ كبراهنَّ ثمتْ صممَا

    يرى رمحهُ ونبلهُ ومجنهُ ** وذا شطبٍ عضْبَ الضريبةِ مخذَما

    الشطبُ: الطرائق في السيف. والضريبة: ما ضرب، فأراد به قاطعٌ للضريبة. والمخذم: الذي

    ينتسف القطعة وخذم الثوب: شققه.

    وأحناءَ سرج قاترٍ ولجامهُ ** عتادَ فتَى هيجَا وطرفاً مسومَا

    سرج قاتر: إذا كان جيدَ الأخذِ من ظهرِ الفرس، لا صغيراً ولا كبيراً.

    ويغشى إذا ما كانَ يومُ كريهة ** صدورَ العوالي فهوَ مختضبٌ دمَا

    إذا الحربُ أبدتْ ناجذيها وشمرت ** وولَّى هدانُ القومِ أقدمَ معلمَا

    فذلك إنْ يهلكْ فحسنٌ ثناؤُه ** وإنْ عاشَ لم يقعدْ ضعيفاً مذممَا


    (

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:10 am