(
أَعندكِ من روح المحبة ما عندي ** وهل لكِ من وجدٍ صحيحٍ حكى وجدي
عشقتُ بكَ الروح السجينة والنُّهى ** ولم أَعشق السجن الممثلَ بالقدّ
وهمتُ بلبِّ النفس لا بقشورها ** وليس هُيامي بالعيون وبالنهد
فإن جمالَ الجسم في حُسن روحه ** كما أَن حسنَ السيف في النصل لا الغِمد
كلانا سَكوتٌ في الهوى وسكوتُنا ** لأَبلغُ من جَزل الكلام بلا وُدّ
تمرّينَ بي لا تنبسينَ تحفظاً ** بأكثرَ من لفظ السلام مع الجُهد
وإنَّ جوابي كالخطاب أَصونُهُ ** فلا أنتِ تُبدينَ الغرام ولا أُبدي
وتنسابُ بين الزهر عن غير حاجةٍ ** على مشهدٍ مني وتخطُرُ كالهندي
وإن لحظتْ أَني أُسارق لحظَها ** تهادت من الأشجار والزهر في بُرد
وتُسفر عن وجهٍ حياءٌ نقابُه ** وهل ناظر في حسنه غيرُ مرتدّ
وأَلبسها التهذيب ثوباً مهذّباً ** تنزَّه عن طول وعن قصرٍ إِدّ
وأَكسبها التعليم فهماً ورقّةً ** يسيلانِ في مجرى الأحاديثِ كالشُّهد
تجاهلتُ في وجدي بها وتجاهلتْ ** على فَهمِنا معنى الصَّبابةِ والوَجدِ
وصُنّا الهوى عن نُطقنا أن يُذيعَه ** لأَن خِفاء الوُد أَحفظ للودّ
(
طاف، وسِتْرُ الظَّلام مُنْسَدِلُ ** خيالُ مَنْ زان طرفَهُ الكَحَلُ
يَعْجَبُ مِنْ طارق الرُّقاد وقد نا زَلَ جفني من بعد ما ارتحلوا
ثُمَّت وليّ وَهْناً فأَتْبَعَهُ ** طيبَ كراه المُتيَّمُ الغَزِلُ
ولو تَخَطَّى إِليه باعثُه ** لم تُخْفِه دُجْنَةٌ ولا طَفَلُ
وكيف يُخْفي الظلامُ شمسَ ضُحىً ** غصَّتْ بأَنوارِ وجْهها السُّبُلُ
الليلُ والصبحُ مِنْ مُرَجَّلِها ** على نَواصي جبينها خَجل
وقدُّها عَلَّم الغصونَ ضُحىً ** تميلُ في البانِ ثم تعتدل
جَيْداءُ قد نظّمت قلائدها ** دُرّاً يحاكيه ثَغْرُها الرَتَل
لم أَدْرِ من قبل أَنْ تلاحظني ** أَنّ جفونَ الصّوارم المُقَل
-1- احمد تقي الدين
-2- نصر الهيتي
,,,
,
أَعندكِ من روح المحبة ما عندي ** وهل لكِ من وجدٍ صحيحٍ حكى وجدي
عشقتُ بكَ الروح السجينة والنُّهى ** ولم أَعشق السجن الممثلَ بالقدّ
وهمتُ بلبِّ النفس لا بقشورها ** وليس هُيامي بالعيون وبالنهد
فإن جمالَ الجسم في حُسن روحه ** كما أَن حسنَ السيف في النصل لا الغِمد
كلانا سَكوتٌ في الهوى وسكوتُنا ** لأَبلغُ من جَزل الكلام بلا وُدّ
تمرّينَ بي لا تنبسينَ تحفظاً ** بأكثرَ من لفظ السلام مع الجُهد
وإنَّ جوابي كالخطاب أَصونُهُ ** فلا أنتِ تُبدينَ الغرام ولا أُبدي
وتنسابُ بين الزهر عن غير حاجةٍ ** على مشهدٍ مني وتخطُرُ كالهندي
وإن لحظتْ أَني أُسارق لحظَها ** تهادت من الأشجار والزهر في بُرد
وتُسفر عن وجهٍ حياءٌ نقابُه ** وهل ناظر في حسنه غيرُ مرتدّ
وأَلبسها التهذيب ثوباً مهذّباً ** تنزَّه عن طول وعن قصرٍ إِدّ
وأَكسبها التعليم فهماً ورقّةً ** يسيلانِ في مجرى الأحاديثِ كالشُّهد
تجاهلتُ في وجدي بها وتجاهلتْ ** على فَهمِنا معنى الصَّبابةِ والوَجدِ
وصُنّا الهوى عن نُطقنا أن يُذيعَه ** لأَن خِفاء الوُد أَحفظ للودّ
(
طاف، وسِتْرُ الظَّلام مُنْسَدِلُ ** خيالُ مَنْ زان طرفَهُ الكَحَلُ
يَعْجَبُ مِنْ طارق الرُّقاد وقد نا زَلَ جفني من بعد ما ارتحلوا
ثُمَّت وليّ وَهْناً فأَتْبَعَهُ ** طيبَ كراه المُتيَّمُ الغَزِلُ
ولو تَخَطَّى إِليه باعثُه ** لم تُخْفِه دُجْنَةٌ ولا طَفَلُ
وكيف يُخْفي الظلامُ شمسَ ضُحىً ** غصَّتْ بأَنوارِ وجْهها السُّبُلُ
الليلُ والصبحُ مِنْ مُرَجَّلِها ** على نَواصي جبينها خَجل
وقدُّها عَلَّم الغصونَ ضُحىً ** تميلُ في البانِ ثم تعتدل
جَيْداءُ قد نظّمت قلائدها ** دُرّاً يحاكيه ثَغْرُها الرَتَل
لم أَدْرِ من قبل أَنْ تلاحظني ** أَنّ جفونَ الصّوارم المُقَل
-1- احمد تقي الدين
-2- نصر الهيتي
,,,
,